لماذا (القضية والهوية)؟
لم يكن شعار (القضية والهوية) الذي يرفعه تحالف سيادة الوطني – تشريع شعارًا عابرًا أو كلمة للاستهلاك السياسي، بل هو جوهر مشروع وطني متكامل اختصر معاناة شعب وإرادته، وجسّد التزامًا تاريخيًّا أمام العراق وأبنائه.
القضية عندنا هي جراح النازحين الذين تركوا بيوتهم قسرًا، وهي دموع الأمهات اللواتي ينتظرن أبناءهن في المعتقلات، وهي أسماء عشرات الآلاف من المغيّبين والمفقودين. القضية هي أن يُعاد للدولة توازنها وفق الدستور والقانون، وأن تُنزع عن المدن سطوة السلاح والعسكرة، وأن تُرفع عن الناس لعنة الطائفية والتمييز. هي باختصار صرخة للعدالة، ونداء لبناء دولة المواطنة الحقيقية.
أما (الهوية)، فهي الأصل الذي لا يتزحزح مهما تغيّرت الظروف، هي البوصلة التي تحمينا من الضياع. هويتنا هي فخرنا بعراقيتنا واعتزازنا بعروبتنا وإسلامنا، وانتماؤنا إلى أمة كبرى تبدأ من المحيط ولا تنتهي عند الخليج. هي ذاكرة الأجداد التي أورثتنا معنى الانتماء، ورصيد القيم الذي يمنحنا القوة لمواجهة كل عاصفة.
لقد اخترنا (القضية) عنوانًا لنضال سياسي سلمي يواجه الإقصاء والتهميش منذ عام 2003، وجعلنا (الهوية) السياج الذي يحمي وحدتنا وكرامتنا. فالقضية بلا هوية تفقد معناها، والهوية بلا قضية تفقد حياتها.
إن (القضية والهوية) ليسا مجرد شعارين متجاورين، بل هما معادلة تحفظ للوطن معناه، وللناس كرامتهم، وللسياسة أخلاقها. ومن هنا، يصبح هذا الشعار عهدًا بأننا لا نتحرك من أجل سلطة عابرة، بل من أجل وطن خالد يجمع أبناءه على قيم العدالة والانتماء، ويضع العراق أولًا وأبدًا.


